الخميس، 14 أغسطس 2014

كتاب عن اصول الشعب الجزائري

كتاب عن اصول الشعب الجزائري 
و
مؤلف هذا الكتاب هو البروفيسور فيليب شيفيك نايلور الأستاذ في جامعة «ماركيت» والمسؤول عن برنامج الحضارة الغربية فيها. وكان قد نشر سابقا كتابا بعنوان «الجزائر: الدولة والمجتمع» (1992)، وهو الآن يشتغل على كتاب حول العلاقات الفرنسية الجزائرية في مرحلة ما بعد الاستعمار.

ويرى المؤلف أن الجزائر تعيش حاليا أكبر أزمة لها بعد الاستقلال وسبب هذه الأزمة يعود أساسا إلى عدم قدرتها على التوفيق بين موروثاتها التاريخية المختلفة. فالجزائر بلد مر بعدة مراحل، وكل مرحلة كانت متناقضة مع الأخرى. وبالتالي فلكي يفهم المؤلف الوضع هناك فإنه يستعرض كل حقب التاريخ الجزائري بدءاً مما قبل التاريخ وحتى عصرنا الراهن. 


في البداية يقدم المؤلف بعض المعلومات الجغرافية والديمغرافية ويقول: الجزائر بلد ضخم جدا من حيث المساحة فهو أكبر من فرنسا مثلا بأربع مرات وزيادة، وتبلغ مساحته بالضبط مليونين وثلاثمئة ألف كيلومتر مربع أو أكثر قليلا. وله شواطئ طويلة على البحر الأبيض المتوسط إذ تبلغ ألف ومئتين كيلومتر. 



وأما حدوده البرية فهي مع المغرب غربا، ومع ليبيا شرقا، ومع مالي والنيجر جنوبا ومع البحر الأبيض المتوسط شمالا. وأما عدد سكان الجزائر بحسب إحصائيات 2006 فقد وصل إلى حوالي ثلاثة وثلاثين مليون نسمة. ولكن هل نعلم بأن 90% من الجزائريين يعيشون على 10% فقط من الأرض الوطنية أو أكثر قليلا؟ إنهم يعيشون عموما في المناطق المحاذية للبحر الأبيض المتوسط أو القريبة منه، أما بقية المناطق فصحراء جافة وقاحلة في معظمها. 



ثم يردف المؤلف قائلا: إن أصل الجزائريين هو العرق البربري الأمازيغي الذي اختلط بالعرق العربي بعد الفتح الإسلامي. ويمكن القول بأن قبائل بني هلال التي جاءت من المشرق بعد القرن الحادي عشر الميلادي هي التي عرّبت قسما كبيرا من الجزائريين ومن سكان شمال إفريقيا عموما. 



ثم، ويا للتناقض، حصلت الموجة الثانية من تعريب الجزائريين إبان الاستعمار الفرنسي وبخاصة بين عامي 1850 ـ 1950. بل وحتى عام 1886 كان عدد البربر أكبر من عدد العرب في الجزائر (1,2 مليون مقابل 1,1 مليون). ولكن بعد ذلك أخذت النسبة تنعكس حتى أصبح العرب هم الغالبية مع بقاء أقلية بربرية كبيرة وبخاصة في منطقة القبائل. وهنا يوجد أحد أسباب الصراع وعدم قدرة الجزائريين على توحيد هويتهم بشكل حاسم. 



وفيما يخص المراحل القديمة من تاريخ الجزائر يمكن القول بأن المسيحية كانت منتشرة فيها بكثرة. والدليل على ذلك هو أنها أنجبت أحد أكبر آباء المسيحية إن لم يكن أكبرهم كلهم: القديس أوغسطيوس. 

وكان ذلك في القرن الرابع الميلادي، أي قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون. ولا يزال بعض الجزائريين حتى الآن يفتخرون أمام الفرنسيين وبقية الأوروبيين بذلك. فليس قليلا أن تكون الجزائر هي موطن أكبر فيلسوف في تاريخ المسيحية. ثم يردف المؤلف قائلا: 



ثم جاء الفتح الإسلامي في أواخر القرن السابع الميلادي. ولكنه لم يتم بسهولة على عكس ما نتوهم. فقد جرت معارك ضارية بين الطرفين. بل واستطاع الملك المسيحي للجزائر والمدعو باسم «موسيلة» أن يهزم جيوش القائد العربي الشهير عقبة بن نافع عام 689. كما واستطاعت ملكة البربر المدعوة بالكاهنة أن تلحق هزيمة كبيرة بقوات القائد العربي الآخر: الأمير حسن بن النعمان عام 693. 

ولكن الجيش العربي استطاع أن ينتصر في النهاية ويفتح الجزائر بعد أن خاض المعارك بين عامي 670 ـ 702: أي طيلة أكثر من ثلاثين سنة. بعدئذ أخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجا. وعلى هذا النحو انتصر الإسلام وتحول الجزائريون عن المسيحية لكي يعتنقوه. 


أو قل بأن سكان المدن هم الذين اعتنقوه أولا لكي يحموا أنفسهم من غزوات البدو ولأنهم آمنوا به عن محبة واقتناع. وفي ذات الوقت راحوا يتعلمون اللغة العربية الآتية إليهم من جهة المشرق. ولكن هذا حصل بشكل تدريجي في الواقع. فالتعريب لم يحصل بين عشية وضحاها على عكس ما نتوهم. بل ولم يحصل بشكل واسع إلا بعد الاستقلال. 



ثم يردف المؤلف قائلا: وإذا ما نظرنا إلى التاريخ الجزائري على مداه الطويل وجدنا أن عدة حضارات تعاقبت عليه بدءً من الحضارة الأمازيغية مرورا بالحضارة الفينيقية فالحضارة الرومانية فالحضارة العربية الإسلامية فالأسبان فالأتراك فالفرنسيين أخيرا. 

ولهذا السبب يجد الجزائريون كما قلنا صعوبة في توحيد أنفسهم، فهم مشكلون من هويات شتى لا هوية واحدة. ولكن يمكن القول بأن الهوية العربية الإسلامية هي التي تغلبت على غيرها دون أن يعني ذلك إهمال التأثير الأجنبي وبخاصة الحضارة الفرنسية التي استعمرت البلاد أكثر من قرن وربع القرن. فتأثيراتها واضحة للعيان في الجزائر حتى الآن. 

وبالتالي فالإسلام هو الراسخ هناك وهو الذي يشكل عمق الهوية الجزائرية، وهو الذي يجمع بين العرب والبربر دون أي تفرقة أو تمييز. فجميعهم مسلمون. 



هذا وقد تعاقبت عدة سلالات إسلامية على حكم الجزائر منذ ألف سنة وحتى اليوم. ويمكن القول بأن السلالة الفاطمية التي أسسها عبيد الله المهدي كانت أولاها. ومعلوم أن الفاطميين سيطروا على إفريقيا الشمالية بين عامي 909 ـ 1171 وشكلوا خلافة مضادة للخلافة العباسية في بغداد أو متمايزة عنها على الأقل. 



ثم يردف المؤلف قائلا: وفي عهد ابن خلدون، أي بدءً من عام 1048 هاجرت بعض القبائل العربية إلى شمال إفريقيا وبخاصة بنو هلال وبنو سليم. ثم وقعت الجزائر بعدئذ تحت حكم المرابطين فالموحدون الذين حكموا بدءاً من اسبانيا الإسلامية. ومعلوم أنهم استطاعوا توحيد بلاد المغرب مع الأندلس طيلة فترة طويلة من الزمن: أي حتى القرن الثالث عشر. 


ثم جاءت بعدئذ فترة الحكم العثماني الطويلة التي استمرت على مدار ثلاثة قرون، أي حتى عام 1830 تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر. وهكذا نلاحظ أنه بعد الفتح العربي جاء الفتح التركي، وبعد الفتح التركي جاء الاستعمار الفرنسي. وهنا يقول المؤلف بما معناه: 

على عكس ما حصل في المغرب الأقصى وتونس فإن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان صعبا، طويلا، دمويا إلى أقصى حد ممكن. ولذلك خلف وراءه آثارا سلبية لا تمحى حتى الآن. هل نعلم أن ثلث الشعب الجزائري مات أثناء عملية الفتح الاستعماري هذه؟ لقد اضطر الجيش الفرنسي إلى مواجهة مقاومة ضارية في كل قرية أو مدينة تقريبا. 

وبالتالي فإن إخضاع الجزائر لم يكن أمرا سهلا على الإطلاق. وأكبر دليل على ذلك ملحمة الأمير عبد القادر الجزائري التي أصبحت مثلا أعلى على المقاومة والنضال والجهاد ضد المحتل. لماذا كان استعمار الجزائر أصعب على الفرنسيين من استعمار المغرب وتونس؟ 

لسبب بسيط، هو أنه كان استعمارا استيطانيا أي يهدف إلى البقاء النهائي في البلاد وليس إلى الاحتلال المؤقت. فمئات الآلاف من الفرنسيين ذهبوا للاستقرار هناك، وقد سيطروا على أفضل الأراضي الزراعية وتقاسموها فيما بينهم. ولهذا السبب كان التحرر من الاستعمار صعبا جدا في الجزائر. 

فالواقع أن الفرنسيين كانوا قد أصبحوا مستوطنين منذ أكثر من قرن. وبالتالي فقد عاشت عدة أجيال منهم هناك إلى حد أنهم أصبحوا يعتبرون الجزائر ملكا لهم. من هنا صعوبة الوضع الجزائري. فلم يعان شعب من القهر والاحتلال والاستعمار مثلما عانى شعب الجزائر اللهمّ إلا إذا استثنينا شعب فلسطين. 

وأخيرا يرى المؤلف أن الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر مؤخرا عندما انقسمت إلى أصوليين وعلمانيين هي دليل على عمق أزمة الهوية في الجزائر. فالبلاد منقسمة على نفسها إلى عدة تيارات واتجاهات. فهناك التيار الأصولي السلفي، وهناك التيار العلماني التحديثي، وهناك التيار العروبي، وهناك التيار البربري الأمازيغي، الخ. ولكن الجزائر سوف تتجاوز محنتها في نهاية المطاف عندما تعترف بالتعددية من خلال الوحدة، أو بالوحدة من خلال التعددية. 

*الكتاب:القاموس التاريخي للجزائر 

*الناشر:سكيركراو بريس ـ نيويورك 2006 

*الصفحات :640 صفحة من القطع الكبير 

Historical dictionary of Algeria


**يرى الكثير من الدارسين أن الأصول التاريخية للبربر (أو الأمازيغ) أنهم كنعانيون قدموا من المشرق إلى شمال افريقيا و تموقعوا هناك وسماهم الغزاة الروم بالبربر.و هناك دراسات تقول أن أصول
بعض القبائل البربرية تعود إلى اليمن وهذا استنادا إلى قول الدكتور العروسي، أستاذ العمارة والآثار الإسلامية والسياحة بجامعة صنعاء فى محاضرة له بمقر الجمعية الفلسفية اليمنية، بعنوان "اليمنيون فى بلاد المغرب العربي"، إن هجرات القبائل اليمنية أثبتت عبر مراحل التاريخ المختلفة مقدرة اليمنى الفائقة على الاندماج والتعايش والانسجام مع كل المجتمعات والثقافات والأمم والشعوب فى كل العصور.

وأضاف: "إن الكثير من القبائل والأسر التى يعود أصلها إلى اليمن فى بلاد المغرب العربى بعضها هاجر قبل الإسلام والبعض الآخر فى العصر الإسلامي، ومنها قبائل البربر التى تنتشر فى البوادى والحواضر، ومازال يمارس أبناؤها حياتهم الاجتماعية والاقتصادية على نحو يشبه كثيرا حياة القبائل اليمنية.. وبرغم مرور مئات السنين على هجرات اليمنيين واستقرارهم فى تلك البلدان، لم يستطع الزمن محو وطمس هويتهم اليمنية ومساهماتهم الرائدة فى بناء وتعمير وتطوير تلك البلاد.. كما أن لهم بصمات جميلة وإبداعية تظهر بوضوح على المبانى والمنشآت التاريخية التى شيدوها أو شاركوا فى بنائها كالمساجد والمدن والقصور والحصون والقلاع والمنشآت التجارية والسكنية والخدمية، كما تظهر فى الفنون والآداب واللغة وفى العادات والتقاليد". 


**و سكن الجزائرقبل الاسلام عدة شعوب منهم الفينيقيون و توجد عدة مدن جزائرية تعود أصول سكانها إلى الفنيقيين مثل مدينة جيجل وغيرها الكثير



**بمقدم الفتوحات الاسلامية دخل العرب في أصول سكان الجزائر وبظهور الدولة الفاطمية عرفت الجزائر نزوح العديد من القبائل العربية (هلال، سليم، بني المعقل..و غيرها)إليها بتشجيع من الفاطميين. 

و انتشرت هذه القبائل شرقا وغربا و تفرعت ولها اثار عظيمة بالجزائر و مازالت أصول القبائل العربية الهلالية وبني سليم وبني معقل و بني خالد وحتى الاشراف من أهل البيت النبوي وأحفادهم يشهدون على ذلك


**مع سقوط الأندلس هاجر الكثير من سكان الأندلس سواء منهم العرب أو البربر واستقروا بالجزائر وبالمغرب العربي وصار الأندلسيون جزء لا يتجزأ من أصول سكان الجزائر


**في مرحلة الحكم العثماني بالجزائر ظهرت سلالات الأتراك وصارت من العناصر الداخلة في أصول الجزائريين ولكن ليس بالشكل الكبير إلا في بعض المناطق بالجزائر التي يتواجد بها سكان من أصول تركية


الصورة هي تظهر بصمات اليمنيين على المعمار بالجزائر والمغرب العربي


سـبـحـان الله وبـحـمـده ... سـبـحـان الله الـعـظـيـم
كلمات بسيطة ضعها في توقيعك لتقرأها وليقرأها غيرك
ستجدها يوم القيامة وقد رجحت كفتك بإذن الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق